قم بتدوير شاشتك لعرض الصفحة
قم بتدوير شاشتك لعرض الصفحة
القائمة
الجامعة اللّبنانيّة، كليّة الإعلام، الفرع الثّاني: في اليوم الأوّل توجّه الطلّاب إلى قاعة جبران للتّعرّف على المدير آنذاك. في حديثه شدّد الأخير على فكرة وحيدة وهي سمعة الجامعة اللّبنانيّة. عرض على سامعيه مساوئ الحديث عن الجامعة بسلبيّة، موضّحاً انّ هذا يؤثّر على نظرة “العالم الخارجي” لهذه المؤسّسة، ويقلّل من قيمتها واحترام شهادتها، بالإضافة إلى انّ التهجّم على الجامعة اللّبنانيّة على مواقع التّواصل الإجتماعي “ما بوصّلنا لمطرح.”
يتبيّن لي، مرّة تلو الأخرى، أن تلك لم تكن الّا تدابير وقائيّة تحسّباً لما قد تعرِّضنا له في الجامعة اللّبنانيّة، الّتي تبرهن مجدّداً انّ صحّة الطّالب النّفسيّة — وفي هذه الأوضاع، الجسديّة ايضاً — هي آخر هموم إدارة الجامعة. بعد محاولات عديدة شفهيّة وكتابيّة باءت بالفشل، وصل قرار إجراء الامتحانات النّهائيّة في حرم الجامعة، في مجمّع الجامعة اللّبنانيّة في الحدث على الأغلب في تاريخ ١/٦/٢٠٢٠.
دون الدّخول في تفاصيل القرار، تجدر الإشارة بأنّ الجامعة اللّبنانيّة تستقبل طلّاباً من جميع مناطق لبنان، منهم من يلجأ إلى سكن طلّابيّ، ومنهم من يعتمد على آليّات النّقل العام. اوّل فكرة خطرت ببال هؤلاء: “كيف رح ننزل؟” عندما سألت إحدى الطّالبات هذا السّؤال كان الجواب من أحد الأساتذة: “اطلبي تاكسي.” هل تعلم كم تقتضي سيّارة الأجرة من الشّمال أو الجنوب أو البقاع أو جبل لبنان إلى الحدث؟ وهل تعلم انّه لو بإمكاني تحمّل هذه التّكلفة كل يوم على مدى اسبوعين لما كنت اخترت الجامعة اللّبنانيّة أصلاً؟
جاء هذا بعد رفض فكرة النّقل العام لتضاربه مع أسس التّباعد الاجتماعي، وما يشكّله من خطر على حياة الطّلّاب وعائلاتهم. يظهر انّ هذه المشاكل لا تعني ادارة الجامعة، فربّما أفراد الإدارة ليس لديهم أب مريض، أو جدّة مناعتها ضعيفة، أو طفل رضيع في منازلهم. قليل جدّا أن تتعرّف على أحد أعضاء إدارة الجامعة اللّبنانيّة دون أن ينتهي بك الأمر بخيبة أمل، خصوصاً إذا كنت مستقلّاً عن أحزاب السّلطة. من يوهمك انّه يكترث لمصلحتك، وانّه ذو تفكير متحرّر، هو غالباً من يتماشى مع النّظام، هو غالباً جزء من المشكلة. ولذا نتحفّظ، كطلّاب، عن الشّكوى والانتقاد علناً خوفاً ممّا قد ينتج عن تلك التّصرّفات. اي أن وضع اسامينا على كتابات كهذه يعرّض شهاداتنا للخطر، فلن تجدوا اسمي على هذا المقال لهذا السّبب.
٢/٦/٢٠٢٠ أعلن طلّاب كليّة الإعلام — الفرع الثّاني بمعظم الصّفوف مقاطعة التّعليم عن بعد ابتداءً من نهار الأربعاء الواقع فيه ٣/٦/٢٠٢٠ “إلى حين استجابة المعنيّين لمطالبهم.” لكنّنا قد تعوّدنا على أن نتحمّل من الجامعة اللّبنانيّة ايّ كان ما تقذفه نحونا. وتعلّمنا أن حين يصفها البعض بالصّعبة فهم لا يتحدّثون عن مناهجها فقط، بل عن العقليّة الجماعيّة للجامعة، وكلّ ما تأخذه من قرارات تؤثّر مباشرة على الطّلّاب لكنّهم غير معنيّين بأخذها. إضافة، أطلق طلّاب الجامعة اللّبنانيّة #امتحانات_الموت تعبيراً عن خطورة إجراء الامتحانات وانتشرت التّغريدات على موقع “تويتر” في هذا الخصوص.
أبان رئيس الهيئة الطلّابيّة في كليّة الإعلام — الفرع الثّاني على صفحته على فايسبوك أن الاتّصالات لم تكد تتوقّف منذ اعلان الطّلّاب عن مقاطعة الصّفوف. وكان هدف الاتّصالات الضّغط على الطّلّاب من خلال إعطاء مواد مهمّة في الايّام المقبلة. استنكر مدير الكليّة ذلك لاحقاً، مؤكّداً انّ “هذه ليست طريقة بنّاءة لحلّ الامور.” ثمّ باشر في التّصريح لـ “النّشرة” مصرّاً على الالتزام بقرار الادارة المركزيّة باجراء الامتحانات حضوريّاً.
لم يتخلّى الطّلاب عن وسيلة في إيجاد الحلول، فرفعوا الكتب والعرائض لإدارة الكليّة، ورئاسة الجامعة شارحين فيها “الضغوطات النفسية التي سبّبتها الأزمات المتتالية في البلاد، لاسيّما الوضع الاقتصادي، وانتشار فيروس كورونا المستجد في الآونة الأخيرة،” ومطالبين بأن تكون مصلحة وصحّة الطّالب هي الأولويّة، وأن تؤخذ القرارات على هذا الأساس. اضافة، افتتحت نقاشات مع الأساتذة ومدراء الأقسام، وبين الطّلّاب، هادفة إلى إيجاد حلٍّ عقلانيٍّ يأخذ بعين الإعتبار الأوضاع الّتي نمّر بها جميعاً، وحتّى الآن لم يردّ علينا أحداً، فما العمل؟
شارك على:
تم نسخ الرابط!